الأربعاء 01 فبراير 2017 - 12:20
يشكل تدبير التخلص من النفايات المنزلية أحد أبرز الاختصاصات الموكولة للمجالس الجماعية المحلية، نظرا لما يكتسيه من أهمية وتأثير على صحة المواطن والمجتمع وبيئته على حد سواء.
وإذا كان يحسب لعمال شركة النظافة بوزان الدور الكبير الذي يقومون به بشكل يومي للحفاظ على نظافة أزقة ودروب "دار الضمانة"، فإن مطرح النفايات "بوضامة" يشكل مشكلا عويصا منذ الأزل، متخبطا في مشاكل أكبر من الحيز الترابي الذي يشغله.
مطرح نفايات بأرض الخواص
يوجد مطرح النفايات "بوضامة" بمدخل مدينة وزان، في اتجاه مدينة الرباط، وظل محط شكايات متعددة ودعوات قضائية ضد الجماعة الترابية لوازان، التي تستغل أرض مواطنين كمطرح لنفايات وقاذورات المدينة، وهو ما يعد تراميا على ملك الغير.
ويشكل المطرح، المتواجد بمحاذاة معصرة لزيت الزيتون، مكانا تمتزج فيه روائح النفايات بمخلفات المرجان، وملاذا لممتهني "الميخالة"، الذين يلجؤون إلى "بوضامة" طمعا في جمع متلاشيات وبيعها؛ كما يعد مكانا خصبا لرعي الأبقار التي تقتات على النفايات المسمومة.
وسط مزبلة "بوضامة" ينتشر قطيع ماشية يقتات على الأزبال، ولقالق وغربان يزيد لونها الأسود من سواد وقتامة المكان، وكلاب ضالة، إلى جانب مخلفات السمك والجيف التي تزيد من نتانة الفضاء الغاص بالمتلاشيات.
في هذا الصدد اعتبر حمزة ودغيري، رئيس جمعية الاقتصاد الأخضر من أجل البيئة، الناشطة بإقليم وزان، مطرح النفايات "بوضامة" نقطة سوداء، مشددا على "غياب مخطط إقليمي خاص بتدبير النفايات المنزلية وفق المرسوم رقم 285.09.2، ما يجعل المدينة تعيش تحت وطأة تداعيات المطرح العشوائي المفتقد للمعايير والمواصفات التقنية العلمية المتعلقة بالمطارح العمومية، لاسيما تواجده بمدخل المدينة الجبلية، ووسط أراض فلاحية تعود ملكيتها للخواص"، على حد تعبيره.
وأضاف المتحدث نفسه، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "بعد مضي عقد من الزمن على صدور أحكام القانون 28.00 الخاص بتدبير النفايات والتخلص منها، حفاظا على صحة الإنسان والوحيش والفرشة المائية، وهي العملية التي انخراط فيها المغرب من أجل التنمية المستدامة عبر التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية البيئة، والتي تمخض عنها انطلاق البرنامج الوطني للنفايات المنزلية "PNDM"، الذي شمل كل المدن المغربية، قصد سد الفراغ والخصاص الحاصلين في تدبير القطاع؛ لازال مطرح "بوضامة" بوزان يشكل ضررا كبيرا يستعصي وقفه في ظل عدم تفاعل الجهات المختصة مع مطلب الجمعية القاضي بإحداث مزبلة نموذجية بمعايير إيكولوجية وصديقة للبيئة".
مطرحٌ بيْجماعي متعثر
من جانبه قال عبد الحليم علاوي، رئيس المجلس البلدي لوزان، إن المطرح العشوائي "بوضامة" يشكل أحد أهم انشغالات مجلس الجماعة، مشددا على كون مشروع مطرح عصري بات أولوية ملحة لما يسببه المطرح الحالي من تأثير على البيئة والفرشة المائية والمشهد العام، لاسيما وتواجده بمدخل المدينة الجبلية وبأراض فلاحية في ملكية الخواص.
وأكد علاوي أن المطرح المذكور موضوع شكايات من لدن ملاكي الأراضي المجاورة له ضد الجماعة التي تستغل الأرض كفضاء للتخلص من الأزبال، ما يؤثر على الميزانية العامة ويزيد من عبء تكلفة تدبير القطاع، مضيفا أن "المجلس البلدي بذل جهدا كبيرا قصد تسوية العقار موضوع النزاع، منه ما تمت تسويته ومنه ما ينتظر".
وشدد المتحدث ذاته على وجود دراسة لمخطط إقليمي لتدبير قطاع النفايات المنزلية بوزان، قصد إحداث مطرح مشترك بين جماعة وزان والجماعات المجاورة، وهي كل من جماعة أسجن ومصودة وامزفرون، وأن مراسلة في الموضوع تم إرسالها إلى عامل الإقليم قصد التنسيق بين الجماعات المعنية للموافقة على إحداث "المطرح البيجماعي"، مؤكدا في الوقت نفسه وجود عثرات تعيق إخراج المشروع الإيكولوجي إلى حيز الوجود، أهمها موافقة باقي الجماعات المعنية على اقتناء البقعة الأرضية المخصصة لهذا الغرض؛ "وهي المهمة الموكولة للسلطة الإقليمية، قصد الإشراف والتنسيق مع باقي الشركاء والمتدخلين"، وفق تعبيره.