وسط خطابات حماسية ومناشدات عاجلة وتعهّدات بالتعاون، انطلقت في باكو(أدريبيجان)، الدورة التاسعة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29)، تحت شعار “التضامن من أجل عالم أخضر” بحضور وفود من مختلف أنحاء العالم، والقطاع الخاص والمجتمع المدني وقطاع الصناعة والأفراد، في وقت يعرف العالم عدة أحداث مناخية قاتلة تظهر بالملموس تكلفة التقاعس المناخي.في هذا السياق وبمناسبة انطلاق قمة المناخ الكوب 29 ،أكد حمزة ودغيري الناشط البيئي رئيس شبكة العمل المناخي للعالم العربي ورئيس الجمعية المغربية الاقتصاد الأخضر من أجل البيئة، لجريدة “المنعطف24” أن القمة تعقد في وقت يشهد فيه العالم أحداث مناخية متطرفة متكررة وخطيرة بشكل متزايد وأن جميع التقارير وأخرها تقرير المناخ الصادر عن الأمم المتحدة قبل أيام فقط من المؤتمر يكشف أن متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية يقترب من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، مما سيضع العالم على مسار ارتفاع كارثي يتراوح بين 2.6 و3.1 درجة مئوية هذا القرن، ما لم يحدث خفض فوري وبشكل كبير في انبعاثات غازات الدفيئة.مستشهدا ودغيري بالفيضانات التي حطمت الأرقام القياسية في إسبانيا، والعواصف العنيفة في فلوريدا وحرائق الغابات في أمريكا الجنوبية، وأعتبرها أنها سوى أمثلة قليلة على الظواهر الجوية المتطرفة التي تتسارع وتتكثف في جميع أنحاء العالم.و في شأن الافاق التي تسعى إليها قمة المناخ “كوب 29” صرح ودغيري أن القمة تسعى إلى تعزيز الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي وتحقيق عدة أهداف استراتيجية، أهمها : العمل على تأمين تمويل ضخم من الدول المتقدمة لدعم الدول النامية في تنفيذ استراتيجياتها المناخية، والإستجابة لمطالب بتقديم التمويل في شكل منح بدلاً من قروض للحد من أزمات الديون.كما ينتظر يقول ودغيري أن يناقش المؤتمر كيفية تعزيز التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بطريقة عادلة ومنظمة، ومضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة عالميًا ثلاث مرات بحلول عام 2030 وزيادة كفاءة استخدام الطاقة.وحول أدوار مشاركة المجتمع المدني خلال مؤتمرات الأطراف المعنية بالمناخ:أكد ودغيري ان المجتمع المدني يشارك في النقاشات الرسمية وغير الرسمية لنقل أصوات المجتمعات المتضررة، خاصة من الدول النامية، حيث يساعد ذلك في إلقاء الضوء على أهمية العدالة المناخية ويلعب دورا حيويا من خلال رصد ومراقبة تنفيذ تعهدات الدول بشأن خفض الانبعاثات ومواجهة إزالة الغابات، ويعمل على تعزيز الشفافية والمساءلة بين الأطراف المعنية.وينشط المجتمع المدني في نشر التوعية والمعلومات ، ويحفز المجتمع المدني التعاون بين القطاعين العام والخاص والمجتمعات المحلية لتعزيز التحول نحو تحقيق التنمية المستدام.وأضاف ودغيري، أنه من المنتظر كذلك أن تعطي القمة اهتمام خاص لمساعدة الدول على التكيف مع آثار التغير المناخي الحالية من خلال تحسين البنية التحتية، ودعم الزراعة المستدامة والأمن المائي، وتوفير التمويل اللازم للدول المتأثرة.وحماية الغابات عبر الحد من إزالة الغابات بحلول 2030، وكذا التأكيد على نقل التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، لأهميته في تحقيق التنمية المستدامة ودفع عجلة الاقتصاد الأخضر، وإعداد كوادر بشرية قادرة على قيادة التحول إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات